almagek
عدد المساهمات : 21 نقاط : 65 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/10/2012 العمر : 25 الموقع : صايع والبخت ضايع عندي12 سنة
| موضوع: مناسك الحج رموز كونية الجمعة أكتوبر 19, 2012 9:04 pm | |
| مناسك الحج رموز كونية
الحج أَحد أَرْكان الإسْلام الخَمسة. وهو القَصْد في أَشْهُرٍ معْلُومات إلى البيْت الحرام للنُّسك والعِبادة بالأَعمال المشروعة فرضاً وسنَّة; والمعنى الاصطلاحي يجب أن يبنى في دلالته على المعنى اللغوي، ويعتمد عليه؛ فالحج من مادة "حجج" وهي مادة مستعملة في الخروج من شيء للدخول في غيره، وهي مبنية في الأصل على الحروف المكونة منها؛ والتي قد اختيرت لتمثيل استعمالها، وتم ترتيبها، واجتماعها بهذا الترتيب. والحج من معاني حروفه جذره (حجج) لأجل بيان أوضح لاستعمال هذا الجذر: فحاء الانفراد تفيد؛ الخروج عن البلد وساكنيه بقصد الحج.
وجيم الإلحاق الأولى (المحصورة) تفيد؛ الالتحاق بجمع من أهل البلد الخارجين لنفسد القصد.
وجيم الإلحاق الأخيرة تفيد؛ الالتحاق بجموع تلو جموع إلى أن تجتمع جموع الحجاج في عرفات. وهنا كان في الحج مفارقة للأهل والمسكن في جماعة من أهل البلد إلى البيت الحرام، لتلتحق بجماعة أكبر منها في الميقات، ثم في بيت الله الحرام، حتى يكون الجمع الأكبر يوم عرفه، وفي الحج تصوير للخروج من الحياة الدنيا للفرد والجماعات من أماكن متفرقة وأزمنة متفاوتة ليجتمعوا جميعًا في مكان واحد في وقت واحد يوم القيامة. والعمرة هي الحج الأصغر لأنها لا تؤدى في يوم واحد في زمن محدد يجتمع فيه كل المعتمرين كما في الحج الأكبر. ولما كان في الحج لحاق بأمر عظيم عند الله تعالى يريد من الناس الوصول إليه، فجعل الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة؛ إذا أدى هذا المنسك كما ينبغي ويجب، من غير رفث ولا فسوق ولا جدال فيه. والحج أمر يحب الله تعالى من عباده القيام به؛ لأن فيه تعظيم كبير لله تعالى، بما سنبينه في هذه السلسلة المباركة إن شاء الله تعالى. فجاءت صيغة الطلب صيغة فيها حض وعزيمة كبيرة على أداء هذا الفعل، وبيان حق لله على كل البشر، وسبيل للقربى من الله تعالى؛ قال تعالى : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ... } ثم استأنف تعالى القول في الآية عن التاركين للحج، المنكرين نعمة الاستطاعة على أدائه؛ فقال تعالى: { وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) } آل عمران . وقرئ حَج البيت، وحِج البيت، وهما قراءتان متواترتان؛ فالحَجُّ حَجُّ البيْتِ ، أي أنك أتيت البيت، والحِجُّ عَمَلُ السَّنَةِ؛ أي أنك أتيته هذه السنة. وتقول : حَجَجْتُ فلاناً إِذا أَتَيْتَه مرَّة بعد مرة. والمراد بالقراءتين والله تعالى أعلم: أن يجب عليك إتيان البيت متى كنت مستطيعًا، ووجب عليك العجلة في إتيان البيت من غير تأجيل عندما تكون مستطيعًا. ففي الحج مفارقة البيت والأهل والبلد طلبًا لرضا الله تعالى وتنفيذًا لأمره ولا بد من أن يفارق كل إنسان يومًا أهله وبيته وبلده ليجتمع بعدها في جمع عظيم لا يغيب عنه أحد من العالمين. ففي الحج صورة مصغرة لأمر عظيم جدًا
| |
|